تسارع الأحداث في سوريا هو نتيجة انهيار للمصالحات الخلبية بين النظام والمعارضة والتي أشرفت عليها دول مثل روسيا وتركيا بمشاركة إيران والنظام حين قامت بإخراج الفصائل العسكرية من درعا وحتى حلب غلى تركيا بإقناعهم بأن النظام سوف يقوم بمرحلة انتقالية وفق جنيف وقبلوا الترحيل والمذلة في سبيل تحقيق الانتقال في النهاية ولكن كل المساعي والفرص استنفدها رأس النظام وآخر تلك الفرص والمبادرات كانت مع الدول العربية، دول الخليج وتركيا والوساطة الروسية.
حيث وصلت كل دول استانا إلى قناعة تامة بأن النظام خدعهم وتلاعب بهم كالصبيان ولم يفي بوعوده. وهم أيضا أداروا له ظهرهم، لذا رأينا هذه القوات بدأت بالتمدد والسيطرة على مساحة كبيرة ومنها مدينة حلب وريفها وريف إدلب وحماة في ظل انهيار مفاجئ وسريع للنظام والميليشيات الإيرانية وحزب الله خصوصاً في المناطق ذات الكثافة السنية.
هذه التطورات لا يمكن فصلها عن الحرب الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله والحوثيين وبعد الاتفاق على هدنة في لبنان مباشرة انطلقت هذه الحملة لطرد الميليشيات الإيرانية والنظام، في محاولة دولية لخلق منطقة آمنة تمهيداً لعودة اللاجئين من تركيا وأوروبا وبلدان أخرى، ولأن بشار لم يستطع التخلي عن إيران وفق الشروط الإسرائيلية لذلك أصبح من الضرورة التخلص منه وفق توافقات بين روسيا وأمريكا مع ضمانات لحماية العلويين والمسيحيين ومناطقهم.
في ظل سيطرة هذه المجموعات المصنفة على قوائم الإرهاب والتي لها سوابق في ارتكاب جرائم حرب يبقى مصير أبناء الشعب السرياني المسيحي في حلب وريف حماة غير مستقر وغير مطمئن على الرغم من الرسائل المطمئنة من طرف اجهزة تلك المجموعات والتي لا بد من اختبار حقيقتها عبر دفع مؤسسات كنسية وإغاثية للعمل على تخفيف معاناته ومنع خروجهم من المدينة رغم هذه الظروف الصعبة فإن موقف شعبنا يقوى مع موقف رجال الكنائس بالبقاء في حلب واستمرار خدمة المؤمنين في الأبرشيات.
بالرغم من أن الكل يتحدث عن وحدة سوريا وشعبها إلا أن تعنت النظام ورفض إقامة أي إصلاح سياسي أو تداول للسلطة أو تعديل الدستور أو اتفاق أودى إلى تكريس واقع جديد عبر ٤ مناطق نفوذ وأقاليم ترسم حدودها بالآلة العسكرية وهو دليل قرب لنهاية الدكتاتورية وحقبة حكم البعث وآل الاسد لسوريا والذهاب نحو تشكيل سوريا على أساس حكم لامركزي في عدة مناطق ومحافظات، وستبقى مناطق الإدارة الذاتية في شرق الفرات هي الأكثر قبولاً من قبل الأطراف الدولية وستكون طرفاً أساسياً في تحديد مستقبل سوريا إذا اثبتت عملياً معنى الشراكة بين الشعوب والمكونات والاتفاق معها وملء الثغرات.
بالختام لم يبقَ للأسد حلول سوى أداء ركعة الخضوع للأمر الواقع وإعلان المرحلة الانتقالية…
روبير بحو _ عضو مجلس حزب الإتحاد السرياني