خلال الاستذكار الذي أقامته لجنة التنسيق والتشاور لأحزابنا القومية في سوريا، بالذكرى السنوية العاشرة لمقاومة الخابور ضد اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لقرى الخابور، ألقت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني في سوريا “شاميرام دنحو” كلمة قالت فيها:
“نستذكر اليوم وبكل خشوع وإجلال أرواح شهدائنا الأبرار من المجلس العسكري السرياني وحرس الخابور الذين أبدوا مقاومة تاريخية في إيقاف زحف التنظيم الإرهابي وعرقلته وقتل الكثير منهم، في هذه المقاومة لشعبنا السرياني الاشوري التي ابداها دفاعاً عن الشعب والأرض.
فهذه المقاومة سطرت عهداً جديداً للشعب السرياني الاشوري وطوت إلى الأبد صفحات من الخنوع والانهزامية، فمن هنا من أرض الخابور بدأت مسيرة النضال والحرية في طريقٍ ارتقى فيه الكثير من الشهداء، فبتضحياتهم الغالية اعطونا حياة حرة وكريمة
فلا يسعنا في هذه اللحظات سوى ان نؤكد ان السير في طريقهم هو هدفنا وهدف كل انسان حر وشريف وسنبقى نحمل هذه المسؤولية ونعتز بنضالهم وتضحياتهم حتى تحقيق الأهداف
وتابعت دنحو: في هذه المناسبة أيضاً نقف بإجلال امام أرواح المدنيين الذين قضوا على يد تنظيم داعش الذين اعدمهم في رسالة واضحة لشعبنا السرياني الاشوري وتهجيره من ارضه، في استمرار لحلقات تاريخية سابقة ومحاولات متعددة وفي شتى الأساليب التي ساهمت مجتمعة، لان يعيش شعبنا في الشتات وبعيداً عن وطنه وتاريخه وجذوره وحضاراته التي أسهمت في خدمة البشرية جمعاء
نعم كانت بمثابة إبادة جماعية بحق شعب آمن يعيش بسلام في قراه وسبقها أيضا تهجير ممنهج لشعبنا في سهل نينوى بالعراق من قبل ذات التنظيم الإرهابي، وفي وقت وقفت فيها كل عقارب ساعات العالم وصمتت امام هذه المجازر ، ولكن تبقى القاعدة الأهم هي تلك الإرادة للشعب والروح المعطاءة وهي من تصنع المستحيل وليس الانهزام والاتكال على الغريب
حيث سجلت مكونات المنطقة وتلاحمها سطراً جديداً في صفحات التاريخ المضيئة والتي تعاونت سوية في تحرير تلك القرى من يد داعش وقهره تلك القوات والتي قدمت الشهداء من كل المكونات من عرب وكرد وسريان آشوريين استطاعت فيما بعد ان تقضي على دولة داعش المزعومة وتقهره بالتعاون مع التحالف الدولي وتحقق إنجازات أشادت بها كل دول العالم ووقفت احتراماً للبطولات التي سطرها أبناء المنطقة
وتابعت دنحو القول: انطلاقاً من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا جميعا وايمانا بالمبادئ الإنسانية التي سار عليها كوكبة شهدائنا الابرار من عموم المكونات من قوات سوريا الديمقراطية وقوات الامن الداخلي نؤكد على استمرار نضالنا السياسي في حزب الاتحاد السرياني دفاعا عن اهدافنا القومية والوطنية ودفاعا عن المكتسبات التي تحققت مع شركائنا من الكرد والعرب عبر الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث سنعمل دائما على الدفاع عنها لانها العنوان الوحيد اليوم لخلاص الشعوب من الفتن والمؤامرات التي تحاك ضدها من قبل قوى ودول تسعى دائما لتكريس سلطتها ومشاريعها على حساب شعوب المنطقة، حيث دروس السيفو هي خير مثال واليوم يعيد التاريخ نفسه عبر النظام التركي الحالي الذي يعادي أي مشروع ديمقراطي ويسعى لتدمير إرادة الشعوب ولكن مقاومة سد تشرين كانت خير رد وكانت عنواناً جديداً لإرادة لن تقهرها القوى المعادية والظلامية
وختمت كلمتها بالقول: سوريا اليوم وبعد سقوط نظام الأسد البائد هي بحاجة الى جهود جميع السوريين والمؤمنين بالحل السياسي العادل والمستدام والمؤمنين بنهوض سوريا من بين الركام لتعود قوية وموحدة ، نسعى لبناء سوريا تعطي جميع المكونات حقوقهم وتكرس للعدالة والمساواة، ونسعى لدولة ديمقراطية تعددية لامركزية وبإرادة وروح من صنع المستحيل في شمال وشرق سوريا سوف تتحقق ونصل الى كل السوريين بمفاهيم حضارية عصرية تكرس للسلم الأهلي والعيش المشترك لجميع السوريين.
الرحمة والخلود لشهدائنا الابرار، النصر لقضية شعبنا السرياني الاشوري.