أصدر حزب الاتحاد السرياني في سوريا بياناً بمناسبة حلول عيد الآكيتو رأس السنة البابلية الاشورية [ 6775 ] وتقدم بأحر التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا السرياني الآشوري الكلداني في الوطن والمهجر بهذه المناسبة الهامة، كما توجه بالتهاني لجميع السوريين بهذا العيد التاريخي، حيث تعتبر سوريا وبلاد بيث نهرين مهداً له، فهذا العيد يدل على عراقة وأصالة تاريخنا القديم ودور شعوبنا القديمة في بناء الحضارة الإنسانية في جميع المجالات. فسوريا هي البلد الأم الثاني لكل البشرية ومنها انطلقت الحضارة والمدنية والعلوم بمختلف المجالات، ونحن اليوم إذ نحيي هذا العيد فإننا نحيي أصالة شعب عريق وأصيل في سوريا له تاريخه وثقافته ولغته.
وأوضح البيان أن أجدادنا اختاروا الأول من نيسان ليكون بداية عامٍ جديد تزامناً مع الطبيعة التي تتجدد وتلبس ثوبها الأخضر وتبعث روحاً جديدة في الطبيعة، تعطي الأمل والتفاؤل لمستقبلٍ أفضل، فعيد الأكيتو هذا العام جاء بعد فرحةٍ عارمة لعموم السوريين بسقوط النظام الأسدي الديكتاتوري والشوفيني الذي حارب كل السوريين بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية خدمةً لمصالحه وفكره وايديولوجيته، حيث خسرت سوريا الكثير من خصوصياتها الثقافية التي جاءت نتيجة تراكماتٍ تاريخية لشعوب المنطقة، ومنهم ما تعرض له شعبنا السرياني الآشوري من إقصاءٍ وتهميش لهويته ولغته وثقافته وأعياده القومية فكانت النتيجة المزيد من التهجير والتعريب والتغيير الديمغرافي.
كما أشار البيان إلى أن حزب الاتحاد السرياني ومنذ انطلاقته في عام 2005 ناضل ضد السياسات الشوفينية ومن أجل تحقيق الديمقراطية في البلاد كما عمل على إحياء قيم وخصوصيات الشعب السرياني الآشوري والدفاع عن حقوقه القومية وصولاً إلى تثبيتها بالدستور السوري، وقدم خلال مسيرته كوكبةً من الشهداء الذين سطروا طريق الحرية بدمائهم الزكية حيث امتزجت الدماء والتضحيات مع كل المكونات السورية التي ناضلت وضحت من أجل الخلاص والحرية فكانت نموذجاً لسوريا التي نعرفها والتي نريدها وطناً للجميع تترسخ فيها مبادئ العيش المشترك وحقوق المكونات.
تعيش سوريا اليوم مرحلة انتقالية تقودها السلطة الجديدة في سوريا والتي خطت خطوات عدة نحو تحقيق الأمن والاستقرار وملئ الفراغ ولكنها تتصرف بعقلية الاستئثار بكل السلطات مع تمثيل شكلي لبعض المكونات وهذه الرؤية تحتاج إلى إعادة النظر بالواقع السوري من منظورٍ آخر مختلف ليكون البناء للمرحلة الانتقالية على أسس سليمة وقوية تمهد لصياغة دستورٍ جديد وقانون انتخابات يتوافق عليهم جميع السوريين وتحقيق سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية لتعيش جميع المكونات القومية والدينية بكامل حقوقها المشروعة وتعمل يداً واحدة في الدفاع وبناء وطنها سوريا.