بيان إلى الرأي العام
تشهد محافظة السويداء منذ أيام أحداثاً مؤلمةً وداميةً تصاعدت نتيجة توترات محلية وتدخلات أمنية وعسكرية، أفضت إلى ارتكاب مجازر بحق المدنيين، إن هذا التصعيد الذي يتغذى على خطاب الكراهية والفكر المتطرف، يهدد السلم الأهلي ويزعزع أسس التعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، حيث بدأ خطره يمتد إلى محافظات أخرى.
أمام هذه التطورات الخطيرة والتي تمس سوريا ووحدتها وسيادتها واستقرارها وتهدد بنسف السلم الأهلي وروابط العيش المشترك بين مختلف المكونات السورية فإننا نحمل المسؤولية إلى الحكومة السورية والتي لم تستطع احتواء الأزمة منذ بدايتها بالشكل المناسب بل على العكس رأتها فرصة لتبسط سيطرتها على منطقة لها خصوصيتها وحساسيتها وتغليب الحل الأمني والعسكري بدلاً من الحوار والتفاهم والحل السلمي في محاولة لتكريس نظام مركزي شديد على كل المناطق السورية بحجة الحفاظ على وحدة البلاد وهذا النموذج هو مرفوض من قبلنا ويدل على الفشل في إدارة التنوع ولا يأخذ بعين الاعتبار مطالب السوريين في الحرية والكرامة والتضحيات الكبيرة التي قدموها ضد نظام الأسد الديكتاتوري حتى إسقاطه .
في الوقت الذي نطلب فيه من جميع الأطراف التهدئة وتغليب لغة العقل على لغة السلاح والقتل وضرورة ضبط النفس، يقع على الحكومة السورية إيجاد الحلول المستدامة لجميع المشاكل قبل الانزلاق إلى الهاوية وإعطاء الطمأنينة للمكونات السورية والعمل على بناء الثقة فيما بينهم وتجريم خطاب الكراهية وتفعيل العدالة الانتقالية ومحاسبة المخطئين والمجرمين في الأحداث الأخيرة كإجراءات عملية تهدف إلى التهدئة وجبر الضرر، وعدم تهميش حقوق ووجود المكونات السورية التي يجب الاعتماد عليها لتكون جنباً إلى جنب في بناء سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية.
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار
سوريا في 18 تموز 2025
حزب الاتحاد السرياني
الهيئة التنفيذية