في الأول من تشرين الأول عام 2005، تم الإعلان عن تأسيس حزب الاتحاد السرياني، ليبعث شعاع الأمل في جسد شعبنا السرياني الآشوري، الذي عانى لعقود طويلة من الاضطهاد والتهميش والتهجير من أرضه التاريخية بيث نهرين. وقد تمزق هذا الجسد بفعل الاتفاقيات الدولية التي تلت الحرب العالمية الأولى، ليواجه شعبنا في سوريا معاناة مضاعفة بسبب الأنظمة الاستبدادية التي تعاملت معه كأقلية، فمارست سياسات تهدف إلى تدمير وجوده وهويته وثقافته، إما من خلال الانصهار القسري أو التهجير.
في ظل هذا الواقع المرير، جاءت انطلاقة حزبنا كرفض لهذا الوضع المذل، ودفاعاً عن حقوقنا الوطنية والقومية. كنا عازمين على إعادة الحياة إلى شعبنا الأصيل الذي طالما عانى، متسلحين بالإيمان والإرادة. اخترنا طريق التضحية والشهادة، لأنه الطريق الذي يؤدي إلى الكرامة والحرية والنصر.
في هذه المناسبة، ونحن نحيي ذكرى التأسيس الأولى بعد سقوط نظام الأسد البائد ، الذي شكل عائقًا كبيرًا أمام تطلعات شعبنا وأمال الشعب السوري عموماً، نؤكد لجميع أبناء شعبنا في سوريا أننا ماضون في العمل الجاد لتحقيق أهدافنا. نحن نسعى إلى توحيد صفوف شعبنا المسيحي بكل طوائفه ومذاهبه وقواه السياسية، ليكون له دور بارز في بناء سوريا المستقبل، وتحديد مصيرها.
سوريا اليوم تمر بمرحلة انتقالية، ورثت الخراب والدمار من جراء الحرب. تمزق نسيجها الاجتماعي، وتفشي التوتر وانعدام الثقة بين مكوناتها، وهو ما يستدعي من الحكومة السورية أن توجه جهودها إلى الملفات الداخلية، وحل القضايا العالقة بشكل سلمي، بما يحفظ وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ويضمن حقوق جميع مكوناتها القومية والدينية والثقافية.
وفي هذه المناسبة، نتوجه بأسمى التهاني إلى جميع رفاقنا في الحزب. بفضل جهودكم وإرادتكم القوية، تمكنا من إعادة إحياء قضية شعبنا السرياني الآشوري، وأصبحتم مصدر الأمل لنهضته. أنتم الحافز الذي يدفعنا جميعًا نحو توحيد الصفوف لتحقيق أهدافنا القومية والوطنية، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.