رأى رئيس حزب الاتحاد السرياني في سوريا، سنحاريب برصوم، أن هناك مخاوف لدى المكون المسيحي من الحكم الجديد في البلاد، مشيراً الى حصول بعض الانتهاكات بحق المسيحيين.
وقال سنحاريب برصوم لشبكة رووداو الاعلامية، يوم السبت (4 كانون الثاني 2025) إنه “في المكون المسيحي عموماً هناك مخاوف من الحكم الجديد، وهم يريدون أفعالاً على الأرض”، مبيناً أن “بعض الحوادث عززت هذه المخاوف، ولكن المهم هو كيف سيكون توجه الحكومات الجديدة في المرحلة القادمة”.
وتساءل: “هل ستبقى بهذا الشكل بلون واحد، وهل ستسمح لكثير من التجاوزات والإنكار في سياسات عايشناها في النظام السابق ولا نريدها أن تتكرر في الجمهورية الجديدة التي نسعى جميعاً في سوريا لتأسيسها؟”، مبيناً أن “لرجال الدين بعض المطالب التي تخص الحقوق والحريات، لكن هناك مطالب أوسع للمكون بشكل عام”.
“أهداف ومطالب خاصة للمسيحيين”
وتابع سنحاريب برصوم: “لدينا أهداف ومطالب خاصة، ولكن أيضاً لدينا أهداف ومطالب على المستوى الوطني أيضاً كقيادات أمنية كبيرة، لذلك الموضوع والتمثيل هو لا يتحدد فقط برجال الدين”.
رئيس حزب الاتحاد السرياني في سوريا، رأى أن “الحقوق السياسية هي من شأن الأحزاب السياسية، لكن بشكل عام عندما نجد أيضاً مثل هذه اللقاءات فهي رسائل إيجابية ويبقى العمل ضمن المكون الواحد، وكيف أن تكون هناك توافقات واسعة بين مختلف المؤسسات والأحزاب السياسية ورجال الدين من أجل صياغة كاملة لمطالبنا”.
وأردف: “نحن ذاهبون إلى تشكيل دستور جديد وإلى إدارة جديدة، فكيف سيكون وضع المكون المسيحي السرياني بشكل عام”، منوهاً الى أن “أحمد الشرع يحاول أن يعطي التطمينات وخصوصاً بعد أن شاهد ضمن الشارع المسيحي هناك تظاهرات منددة بتصرفات هيئة تحرير الشام في بعض المناطق والتجاوزات التي تحصل، لذلك هو أراد إيصال رسائل إيجابية حول توجههم أو نظرتهم لهذا المكون”.
وأكد أنه “كان هناك كلام إيجابي وتجاوب من قبل رجال الدين، لكن كما قلنا ونقول دائما هو المهم بالأفعال”، مضيفاً: “بالأمس حصلت حادثة في حلب، لذا ينبغي معرفة كيف يمكن محاسبة التجاوزات التي تحصل بناء على خلفية دينية متشددة”.
تجاوزات بحق المسيحيين
بخصوص التجاوزات التي تحصل بحق المسيحيين في سوريا، قال سنحاريب برصوم: “تحصل انتهاكات إن كانت لفظية أو جسدية أو إساءة لرموز مسيحية مثل هذه الحالات الفردية بين المناطق السورية، وبشكل عام نجد أن هناك متابعة من قبل الإدارة لمثل هذه التجاوزات وتحصل محاسبة كما يقولون”.
ورأى أن “المهم تعميم هذا الفكر على جميع المؤسسات والعناصر والأعضاء، وما يقول أحمد الشرع هو شيء جميل، لكن هل يبقى ضمن عقلية أحمد الشرع هذا الشيء؟”، مشدداً على ضرورة وجود “تعميم إلى الجميع وتكون هناك قوانين رادعة من أجل حفظ الأمن والاستقرار وحفظ السلم الأهلي، وأن لا تكون هناك ردود أفعال ويدخل من يريد أن يخلق الفتنة ويتلاعب في الكثير من الأمور في هذه الحالة”.
بشأن ذلك، ذكر سنحاريب برصوم أن “هناك حالات قليلة لا تتجاوز ربما الخمس حالات”
أما بخصوص تشكيل وفد لعقد اجتماعات مع الادارة الجديدة، أكد أنه “حتى الآن لم يحصل هذا الشيء كأحزاب سياسية قومية لتشكيل وفد مشترك من هذه الأحزاب ويكون هناك لقاء مشترك للأحزاب مع إدارة الشرع”.
ورأى أنه “في القريب العاجل يعني خلال هذا الشهر ممكن أن يحصل مثل هذا اللقاء وننظر إليه بأهمية كبيرة، وخصوصاً عندما نكون كأحزاب وقوات سياسية موحدين على رؤية محددة تخص قضية شعب، من مطالب لحقوقه، ورؤيتنا أيضاً في المنطقة لسوريا المستقبل”.
سنحاريب برصوم، نوّه الى أنه “لم يحدد الموعد بعد، ولكن ربما خلال أيام قادمة أو اسبوع أو عشرة أيام قادمة”.
“حكم لا مركزي”
بشأن توافق القوى المسيحية من عدمه، أوضح: “لدينا توافقات محددة على عدة أمور بين حزب الاتحاد السرياني والمنظمة الأثورية الديمقراطية منذ ثلاث سنوات تتضمن العديد من النقاط التي تخص مطالبنا كشعب، كمطالب قومية وسياسية وثقافية وحقوق قومية بشكل عام”.
أيضاً “رؤية لأهم المبادئ الأساسية على المستوى الوطني وشكل الدولة تكون لا مركزية، ونرفض أي حكم مركزي ونرفض أي حكم طائفي، ونسعى إلى دولة علمانية تكون على مسافة واحدة من جميع الأديان وحرية الحقوق تعطى لأفراد جميع المكونات”، وفقا لكلامه.
رئيس حزب الاتحاد السرياني في سوريا، أكد أن “هذه الرؤية التي نريدها في سوريا ونسعى لأن تتحقق، ولدينا الكثير من الشركاء أيضاً من السوريين الذين يتوافقون معنا في هذه المبادئ المهمة”، معرباً عن أمله في أن “تصل مطالبنا ونكون ضمن أي تغيير يحصل كشركاء أساسيين مع بقية أخواننا السوريين، بحال كانت هناك تحضيرات لمؤتمر وطني فيما بعد، أو هيئة انتقالية أو حكومة انتقالية”.
وشدد على أن “الأساس هو أن تكون هناك مشاركة لجميع المكونات القومية الدينية السياسية. هذا هو البناء السليم الذي يمكن أن يبنى عليه وغير ذلك يعني هناك استمرار للصراع في سوريا”.
زيارة وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا “مهمة”
بشأن زيارة وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا، رأى برصوم انها “مهمة”، مستدركاً أن “هناك عدة تفاصيل. هم مازالوا ينتظرون الأفعال الجدية الحقيقية لتحقيق الانتقال الديمقراطي في سوريا، وهذه الزيارة ربما هي تأتي في سياق إيصال رسائل محددة وخصوصا من أكبر دولتين في الاتحاد الأوروبي”.
الزيارة هي “أكثر مما هي اعتراف رسمي بالحكومة في دمشق، لأن مثلما لدى الشعب السوري هواجس ومخاوف هناك أيضاً لدى المجتمع الدولي أيضاً ذات الشيء، لذلك بشكل عام نقيّم هذه الزيارة بشكل إيجابي”.
وتابع أن “النقاط التي طرحت على حكومة الشرع أيضاً هي أمور يجب الأخذ بها، وتستمد هذه الدول أيضاً إلى العديد من النقاط الأساسية التي هي ذات أهمية ضمن بيان العقبة، والذي يعتبر كقرار دولي جديد يخص سوريا اشترك فيه الاتحاد الأوروبي وأميركا وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وتركيا”.
ولفت برصوم الى أن “كل هذه الدول توافقت على عدة نقاط لتحقيق انتقال للدولة في سوريا لبناء سوريا جديدة، على أسس ومبادئ محددة يؤكدون عليها الآن، خصوصاً من ناحية أن تكون هناك مرحلة أو حكومة انتقالية يشارك فيها جميع السوريين، وتكون هناك مشاركة من جميع المكونات السورية، وأن يكون هناك ضمان للحقوق والحريات، وأن لا يكون هناك لون واحد يحكم سوريا أو يكون الحكم طائفياً”، مردفاً أن “هذه مبادئ أساسية حتى بالنسبة لنا كشعب سوري”.
“الكورد مكون أساسي في سوريا”
بخصوص قوات سوريا الديمقراطية، قال برصوم إنه “ومنذ سنوات طويلة هناك تعاون بين أميركا والتحالف الدولي من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، وهناك أيضاً دعم للإدارة الذاتية الموجودة في شمال وشرق سوريا بكل مكوناتها إن كانوا ككورد أو سريان أو عرب. جميعهم مشاركون ضمن هذه الإدارة”
وبيّن أنه “في هذه الفترة أيضاً مازالت هناك صراعات وحرب ضد الفصائل المرتبطة بتركيا. أي أنه لم تحصل هدنة على الأراضي السورية. فكحكومة دمشق أيضاً واجب عليها التدخل لتكون هناك هدنة لتكون هناك عمليات انتقال سياسي وحوار سوري – سوري وتوافقات، لذلك هذه الرسالة هي ذات أهمية كبيرة كون المكون الكوردي مكون أساسي في سوريا هو ضمن هذا النسيج السوري المتعدد وكذلك بالنسبة لبقية المكونات الأخرى”.
ورأى أن “هذه النقطة تخلق مخاوف كبيرة من أن تكون هناك ردود فعل أو صراعات جديدة في سوريا. كمجتمع دولي وتحديداً أيضاً كدولتين عظمتين (فرنسا والمانيا) يؤكدون على هذه النقاط فهو شيء إيجابي ويجب الأخذ بها من قبل حكومة دمشق”.
بشأن لقاءات وزيري خارجية فرنسا والمانيا مع القوى في سوريا، قال إنها “تعطي تطمينات لرجال الدين في أننا معكم، لكن نعرف الدور الفرنسي تحديداً أيضاً هو دعم لعموم المسيحيين والقوى السياسية السريانية الأشورية من أجل تثبيت الحقوق”.
وشدد على أن “المهم أن يكون هناك تجاوب من قبل حكومة الشرع بمثل هذه المساعدات، ونعتبرها إشارات دولية، لكنها بالنسبة لنا كشعب سوري هي مطالب وجودية وذات أهمية بالغة”.
المصدر :شبكة رووداو الاعلامية
https://www.rudawarabia.net/arabic/middleeast/syria/040120253