أعضاء المنتدى الحاضرين من اتباع الديانات والطوائف والشخصيات المستقلة نحييكم بأحر تحية واروع لفظ شلومو اعليخو – السلام عليكم ومن خلالكم نحيي الشعب السوري في عموم سوريا بكل الوانه واطيافه والتي هي جميلة عندما تكون مع بعضها فتشكل لوحة فسيفسائية رائعة
نتشرف اليوم ان نكون مشاركين في هذا المنتدى المهم والذي لطالما كنا بحاجة الى مثل هذه الحوارات ولكن تشاء الأنظمة الاستبدادية دائما وفي كل مكان ان تعمل على الفرقة وتمنع الوحدة وتعمل على الفتنة وتحرض عليها مستعملة الدين وهي بعيدة عن كل معاني ومبادئ الأديان
يقول السيد المسيح في متى ٥/ ٩( طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء ألله يدعون ) . واليوم نحن في سوريا وفي هذه المرحلة التاريخية الجديدة التي نمر بها بعد سقوط نظام الأسد نحتاج الى السلام ولكن السلام الذي يأتي بالتوافق والعدل وليس الذي يأتي بقوة حاكم مستبد على شعبه ، حيث فرض النظام البعثي السابق قوانينه وايديولوجيته على عموم الشعب السوري وهمش واضطهد العديد من القوميات والأديان والطوائف ومنهم كان الشعب السرياني الاشوري الأصيل في سوريا حيث حارب قوميته ولغته وتاريخه وثقافته حتى جعل الغالبية من أبناء هذا الشعب تبتعد عن قيمها وثقافتها وتنكر نفسها ، حارب السلام وعمل لضرب المكونات ببعضها وخلق اثارا كبيرة ولكن بإرادة جميع السوريين يمكن ان نمسح غبار تلك الأنظمة ونعيد لشعوبنا رونقها وانسانيتها ونكرس للعيش المشترك ، وما نقوله هذا ليس فقط اقوال بل اصبح حقيقة على ارض الواقع وتجربة نعيشها ونطورها ونقطف من ثمارها الصالحة وذلك من خلال مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والمفاهيم والمبادئ التي توافقت عليها جميع المكونات وفق عقد اجتماعي اصبح وثيقة ذات قيمة معنوية عالية للجميع تشهد عودة للقيم الإنسانية والحضارية
السوريين اليوم تنتابهم مشاعر متعددة ومتناقضة في ظل سلطة جديدة تحتكر كل شيء وذات لون واحد وترتكب اعتداءات على الاخر المختلف افعالها لا تتطابق مع اقوالها وهو ما ينذر بتجدد الصراعات الاهلية فيما بين السوريين في حال استمرارها بهذه السياسة والمماطلة في تهيئة الظروف وخلق البيئة المناسبة لمشاركة جميع أطياف الشعب السوري في تقرير مصير ومستقبل بلدهم
اليوم نمد يد السلام والمحبة لاخوتنا السوريين جميعهم بكل الوانهم العقائدية والقومية لنؤسس معهم سلاما ثابتا في سوريا الحبيبة وفق أسس ومبادئ هي ذات أهمية واولوية بالنسبة لنا
1 – ان السلام يؤسس على العدل والمساواة وعلى الرحمة والحق .وليس امنية عاطفية في القلب فقط و الدول تؤسس على الحق والعدل كما جاء في الأمثال ١٠/ ٩ (من يسلك في الاستقامة يسلك في الامان ) .
٢_ الخطوة الاولى من الحق والمساواة هي في كلام السيد المسيح في انجيل لوقا ٢٠ / ٢٥( اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما الله لله ) هي تحرير الدين من قيود وبراثن السياسة ، بحيث تكون العقايد الدينية حرة مستقلة نقية من اي تاثير سلبي مفروض عليها كما كان يفرض من قبل الانظمة الديكتاتورية . اذا يجب ان تكون كل الاديان والعقايد حرة مستقلة ويجب على الدولة ان تحميها وليس ان تسيطر عليها لتجيرها كمنصة دعائية لها وبعبارة أخرى ان تكون الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان .
٣_ الخطوة الثانية من اقامة الحق والعدل تتمثل بالحفاظ على الفسيفساء الدينية والقومية والاثنية في سوريا واعتبارها بحق ثروه حضارية يجب الحفاظ عليها بالتعامل المتساوي والمتكافئ من الدولة مع جميع المكونات بالحقوق والواجبات ، وتثبيت هذه الامر في الدستور الجديد لسوريا باعتباره قضية وجودية
٤_ ان الديانة المسيحية تحض على ان نتعامل مع بعضنا بحيث ان يدافع كل انسان ليس فقط عن حقه فقط ، بل عن حق اخيه السوري من جميع الاطياف ، فيزول التعصب والعنصرية بكل اشكالها وسمومها ، كما علمنا السيد المسبح في انجيل لوقا ٦/ ١٣( كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا ) .
٥_ يجب ان تبنى سوريا بالنقاش والحوار بين جميع اطيافها من الاديان والقوميات والمكونات ومن كل المناطق كي تكون النتيجة قد شارك فيها الجميع وقبلوها وارتاحوا لها ، اذا يجب ان لا ينفرد فريق او حزب او مكون في إقرار مستقبل سوريا بل ان يشارك الجميع بطيف واسع ونقاش واسع لتأسيس سوريا المستقبل التي يجب ان تكون كما كانت من خلال التعددية القومية والدينية والحفاظ عليها وتقوية الروابط بين الجميع وتكريس للسلم الأهلي والعيش المشترك ضمن سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية .